في موروث الضيافة السعودية، دلالات الكرم تتجاوز الطعام والشراب وتشمل حتى بيئة الضيافة نفسها، ومنها تبخير المكان اللي يستقبل الضيف.

وعلى رأس المباخر، المبخرة الحائلية المتأصلة في تراثنا من قرون. يرجع تسمية هذا الإرث إلى أبناء حائل اللي تفننوا في صناعتها جيلا عن جيل. واليوم خمس عوائل تحافظ على هذي الحرفة اليدوية، ولكل عائلة سر صناعتها ونقوشها اللي تميزها.

على تعدد شكل المبخرة، يبقى أساس المبخرة الحائلية هو خشب الإثل، ويسمونه الطرفاء بعد. وهي شجرة محلية تنمو في بيئة حائل، ومعروفة بمتانة جذوعها وقوتها في تحمل الحرارة. بعدما تُصنع القاعدة من خشب الإثل، تجي مرحلة التصميم. ومن هنا تتعدد مسميات المبخرة الحائلية بتنوع تصميمها، من المباخر الخشبية والصاج والرشم والمبخرة الملكية وغيرها…

لكل نوع من هذي المباخر استخداماتها الخاصة حسب المناسبة. ولنوعية المبخرة وجودة البخور المستخدمة فيها دلالات اجتماعية أيضا. فكل ما علا قدر الضيف وأهمية المناسبة وجب زيادة جودة الطِيب للترحيب.

في حاضرنا، المبخرة صارت جزء من كل مكان، من البيت للمساجد، للفنادق والمقاهي والمطاعم وحتى السيارة.

لأننا شعب ما نحب إلا كل طيّب، في كل مكان لازم يفوح الطِّيب ✨

Leave a comment

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *